إحجز موعد الآن

اضطرابات التغذية والبلع عند الأطفال

فهم إضطرابات التغذية والبلع عند الأطفال

يمكن أن تؤثر إضطرابات التغذية والبلع، والمعروفة أيضاً بإسم عُسر البلع، بشكل كبير على قدرة الطفل على مضغ الطعام والسوائل بأمان وبشكل صحيح. يمكن أن تحدث هذه الإضطرابات بسبب عدة أسباب مختلفة، مما يؤثر على نمو الطفل وتغذيته وتطوره. يهدف هذا المقال إلى معرفة الأسباب الشائعة لإضطرابات التغذية والبلع عند الأطفال، مما يقدم فهماً أفضل لهذه الحالة.

العوامل التنموية:


تلعب العوامل التنموية دوراً حاسماً في ظهور إضطرابات التغذية والبلع عند الأطفال. قد يواجه الرضع والأطفال الصغار صعوبات بسبب المهارات الحركية الفموية غير الناضجة أو المتأخرة، بما في ذلك المص والبلع والمضغ. يمكن أن تساهم الولادة المبكرة والإضطرابات العصبية والحالات الوراثية في تأخر النمو، مما يؤثر على تغذية الطفل والبلع بكفاءة.

التشوهات الهيكلية:


يمكن أن تؤدي التشوهات الهيكلية في تجويف الفم أو الحلق أو الجهاز الهضمي إلى صعوبة عملية البلع بشكل طبيعي. قد تشمل هذه التشوهات الشفة المشقوقة والفم المشقوق، وربطة اللسان (أنكيلوجلوسيا)، وضيق المريء، أو مشاكل في العضلات والأعصاب المؤثرة في عملية البلع. يمكن أن تؤدي هذه المشكلات الهيكلية إلى صعوبات في حركة الطعام أو السوائل من الفم إلى المعدة.

الإضطرابات العصبية:


يمكن أن يكون للإضطرابات العصبية، مثل الشلل الدماغي أو الحثل العضلي أو إصابات الدماغ، تأثير كبير على تغذية الطفل وقدراته على البلع. قد تؤثر هذه الحالات على التحكم في العضلات والبلع بطريقة اّمنة وصحيحة. يمكن أن يؤدي التلف العصبي إلى تعطل عملية البلع وإعاقة عمل العضلات المشاركة في عملية البلع.

إضطرابات المعالجة الحسية:


يمكن أن تُساهم إضطرابات المعالجة الحسية في صعوبات التغذية والبلع عند الأطفال. قد يكون لدى بعض الأطفال حساسية متزايدة تجاه بعض الأطعمة من ناحية القوام أو الأذواق أو درجات الحرارة، مما يؤدي إلى النفور أو رفض بعض الأطعمة. من ناحية أخرى، قد يبحث الآخرون عن مدخلات حسية فموية مفرطة، مما يؤدي إلى سلوكيات بلع مفرطة أو غير آمنة. يمكن أن يكون علاج التكامل الحسي مفيداً في مواجهة هذه المشاكل.

الحالات الطبية والعلاجات:


يمكن أن تسبب بعض الحالات الطبية أو تساهم في إضطرابات التغذية والبلع. يمكن أن يؤدي مرض الجزر المعدي المريئي أو الإرتداد المعدي المريئي أو الحساسية أو مشاكل الجهاز التنفسي أو إضطرابات الجهاز الهضمي إلى الشعور بعدم الراحة أو الألم أو الإلتهاب، مما يؤثر على رغبة الطفل أو قدرته على تناول الطعام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب العلاجات مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي تهيجاً في الفم أو الحلق، مما يؤدي إلى صعوبة في القدرة على البلع.

العوامل السلوكية:


يمكن أن تلعب العوامل السلوكية أيضاً دوراً في إضطرابات التغذية والبلع. على سبيل المثال، قد يشعر الأطفال الذين لديهم تاريخ من تجارب التغذية غير الصحيحة، مثل حوادث الإختناق، بالقلق أو الخوف من تناول الطعام. يمكن أن تؤثر حالات الصحة العقلية مثل إضطرابات القلق أو إضطراب الأكل الإنتقائي أيضاً على إستعداد الطفل لتناول أطعمة متنوعة أو تجربة تناول أطعمة جديدة.

الخاتمة


هناك عدة أسباب متنوعة لإضطرابات التغذية والبلع لدى الأطفال، تتراوح بين عوامل النمو والتشوهات الهيكلية إلى الإضطرابات العصبية، وقضايا المعالجة الحسية، والحالات الطبية، والعوامل السلوكية. يعد تحديد السبب الأساسي أمراً بالغ الأهمية للتشخيص والعلاج الفعال. يمكن للتدخل المبكر، الذي يتضمن نهجاً متعدد التخصصات مع المتخصصين في الرعاية الصحية، بما في ذلك طلب مساعدة أحد معالجى النطق واللغة والمعالجين المهنيون وأخصائيو التغذية، أن يساعد بشكل كبير في حل هذه الإضطرابات، وتعزيز تجارب التغذية الآمنة والممتعة للأطفال.

اتصل بنا الآن لتحديد موعد!